من طرف السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كان مطلقا عندما تقدم لخطبتي,وقيل لي ان الطلاق حدث بسبب خلافات وعدم توافق,
شاب متوسط الجمال,جامعي,يعمل في شركه خاصه كبرى,وضعه المادي ممتاز,فلماذا اتردد؟
ألم يكن حلمي الارتباط برجل يبعدني عن دائرة الضيق المادي الموجوده في منزل الأهل؟
كنت اردددائما:ليس مهما ان يكون جميلا,المهم هو حالته الماديه التي ستحقق أحلامي.
في فترة الخطوبه تحدثت معه بالهاتف ,وسمعت كل ماهو جميل ومشجع لأقبل على الزواج
وانا مرتاحة البال ومطمئنه,وبعد الزواج شملني برعايته واهتمامه ,وكان سخيا معي في ماله,
وفي عواطفه,حتى اعتقدت انني محظوظه لأنني حصلت على كل ماتحلم به الفتاة.
بعد ستة اشهر من الزواج حدث الحمل فازداد اهتمامه بي وصار يأخذني الى مواعيد الطبيبه
بنفسه,كنت اعتقد ان اهتمامه شيء طبيعي,ويكمل سلسلة الخصال الجيده التي يتمتع بها,
لكن حدث شيء غير متوقع قلب الأمور كلها رأس على عقب.
الوجه الآخر
بعد ثلاثة اشهر من الحمل اجرينا كشفا لمعرفة جنس الجنين فجائت النتيجه انها انثى,فجن
جنون زوجي وانقلب الى وحش حقيقي بلا مشاعر ولاخوف من الله ولاانسانيه ولااي شيء
من الصفات التي عرفتهابه خلال فترة خطوبتنا وزواجنا,صار يلح علي ان لاجراء عملية اجهاض لانه لايريد ان يكون وليده الأول انثى وانا غير مصدقه,هل هذا يعقل؟انها جريمه لايرضاها الله
ولا الضمير الانساني فكيف اطاوعه واعرض نفسي للخطر؟كيف اتسبب في قتل اول اطفالي؟
بم سأواجه ربي؟
صراع يفوق طاقتي على التحمل وانا في مقتبل العمر وفي اول فترات الزواج,كنت حائره,هل اخبر اهلي؟ام استعين باهله؟ولكنه هددني بالطلاق ان اخبرت احدا من الأهل بهذا الامر,فماذا
افعل؟فكرت في امر زواجه الاول فلربما قد فشل لنفس السبب,وتمنيت ان اسال طليقته عن سبب الطلاق حصلت على هاتفها من احدى قريباتي وعرفت انها عاشت نفس المآساةواجبرها
على الاجهاض وطلبت الطلاق فطلقها ولما اخبرتها انني امر بنفس المعاناه التي مرت بها قبلي
نصحتني بان اسمع كلامه واخضع لعملية الاجهاض عسى ان يرزقني الله بطفل ذكر في المرة
القادمه وبالطبع فان الله سيعاقبه وحده لانه هو المسؤول عن قتل الجنين وليس انا...
استمعت لنصيحتها واخبرت زوجي انني موافقه فعاد الى هدوءه وكان شيء لم يكن ثم رتب سفرنا الى احدى الدول وهنا اجريت عملية الاجهاض بشكل سريع.
لم تؤثر العمليه علي منالنحيه الصحيه لكنني بكره دفين لزوجي شعرت بانه منافق يصلي ويصوم ولكنه يعصي ربه ولايرضى بقضائه وقدره فهل يجتمع الايمان الحقيقي مع الاعمال الشنيعه مثل قتل النفس؟فقط لانها انثى!!وهل يختلف هذا التفكير عن واد البنات الذي كان شائعا في الجاهليه وقد حرمه الاسلام؟كم هي صدئه هذه العقول بصراحه لم اعد احمل بداخلي الا كرها حقيقيا لزوجي.
بعد هذه الحادثه تحولت الى مخلوقه شرسه حادة الطباع ما ان يتحدث معي زوجي حتى استفزه واستثيره بشتى الطرق فيغضب ويضربني فأضربه ولا ارتاح حتى يدميني وادميه وكانني بهذه الافعال انتقم لصغيرتي التي قتلناها بلا ذنب.
الغريب انه كان يحتمل كل تلك التصرفات دون ان يفكر بتطليقي ففكرت بانه ربا يكون مريضا نفسيا او معقدا فازداد خوفي منه وعلى الرغم من كل ماحدث فانني لم افكر باخبار الاهل ولم افكر بالطلاق لانني اعلم جيدا ان الطلاق عندنا مرفوض تقريبا وعلى المراه ان تتحمل وتصبر مهما كانت الظروفوخوفا من تكرار المأساه صرت اتعاطى حبوب منع الحمل دون علمه وصرت افكر بطريقه تضمن لي ولادة مولود ذكر فيرضى زوجي ويعود لحالته الطبيعيه.
ذهبت الى طبيبتي وقصصت عليها حكايتي فتسائلت:هل يوجد في زمننا هذا انسان يفكر بعقلية الجاهليه الاولى؟اكدت لها الامر وطلبت منها مساعدتي في ان احمل بطفل ذكر بعد تفكير طويلاخبرتني بانها ستساعدني شرط ان ابقى على تواصل معها خلال فترة الحمل لانها ستجرب معي علاجا جديدا وافقت على المجازفه فاعطتني بعض الحبوب وطلبت مني مراجعتها بعد حدوث الحمل مباشره.
شعرت بالاطمئنان النفسي وتغير تعاملي مع زوجي وعدت الى طبيعني الاولى وكأن شيء لم يحدث مما جعله يشعر بالقلق من ان اكون قد اخفيت شيئا عنه او انني اخطط لشيء ماضده ولكنه سرعان مانسي كل شيء وعاد لاهتمامه بي ورعايتي كما في اول زواجنا.
تجربه أخرى
حدث الحمل بعد عدة اشهر قليله فذهبت الى الطبيبه فاعطتني المزيد من الحبوب وطمأنتني الى ان الامور تسير على احسن حال انقضت ثلاثة اشهر على الحمل فطلب مني ان اذهب لاجراء فحص لمعرفة جنس الجنين ثم اصر على مرافقتي بنفسه خوفا من ان اكذب عليه.
بعد ان اجريت الطبيبه الفحص اخبرتنا ان الجنين ذكر فطار زوجي من شدة الفرح وكانه حقق انجاز عظيما في الحياة مرت اشهر الحمل على احسن وجه ولم يخطر ببالي او ببال زوجي ان نعيد الفحصللتأكد مره اخرى.
كانت المفاجأه الكبرى حنما حان موعد الولاده وكانت انثى فجن جنون زوجي ولم يستطع ان يفعل شيئا معي لانه تأكد بنفسه من الطبيبه اما انا فقد ذهبت اليها لاعرف الحقيقه فأخبرتني بانها لم تتدخل لتغيير ارادة الله وانما ساعدتني فقط لابعاد المسؤليه عني وان الحبوب التي كانت تعطيها لي مقويات تساعد على تثبيت الحمل.
لم يستطع زوجي ان يفعل شيءلا لي ولا لطفلته كل ماستطاع ان يفعله هو الاعراض عني وعنها لسنة كامله يدخل ويخرج الى البيت ياكل وينام دون ان يتحدث معي او يلاعب طفلته
او ينظر اليها.
كانت طفلتنا رائعة الجمال ولها حركات تجذب اي مخلوق يراها وما ان خطت خطواتها الاولى حتى ذهبت الى والدها تداعبه وتناديه بابا فرق لها قلبه وحملها بين ذراعيه وصار يقبلها ويبكي نادما على موقفه منها ثم تصالح معي وأقر بأنه كان مخطئا في موقفه ولكنه تمنى ان الد له طفلا ذكر في اسرع وقت الغريب هو انه احب الصغيره بشكل يفوق التصور وكانت هي تقوم بحركات الدلع الطفولي فيجن جنونه فيحتضنها بحنو حتى تدمع عيناه.
حملت مره اخرى ولم ارضى باجراء فحص لمعرفة جنس الجنين فولدت مولودا ذكرا فطار زوجي من الفرح ولكنه بقي متعلقا بابنتنا متحججا بان الولد لازال صغيرا وهو لايجيد التعامل معه وحملت مرة اخرى ووضعت ولدا ثانيا فلم تكن فرحة زوجي كبيره كما كانت في المرة السابقه وبقي على علاقة وطيده مع ابنتنا يدللها ويتحدث معها ولا يكترث كثيرا لولدينا يأخذها الى الروضة بنفسه وعندما يكون خارج المنزل يتصل ليتحدث معها لفترة طويله وعندما يعود من عمله يكون مشتاقا لها فيحتضنها ويلاعبها ويستمع الى احاديثها الممتعه.
الكابوس الحقيقي
في احدى الليالي استيقظ زوجي من نومه فزعا وقد ارعبه كابوس مخيف وظل يرتجف لفترة ثم ركض ليطمئن على الاولاد ثم عاد وهو يحمل ابنتنا يحمد ربه بانه ليس بها مكروه.
قلت في نفسي:يبدو ان الرجل يشعر بوخز الضمير وربما هو خائف ان يحرمه الله من صغيرته عقاباله على مافعل وعندمت قلبت الفكره شعرت بالخوف انا ايضا وتمنيت ان لايحدث مكروه لهذه الصغيره بعد مدة بسيطه حدث ذلك الحادث الفظيع الذي قلب حياتنا راسا على عقب ذهب زوجي كعادتهالى الروضه ليعيد ابنتنا بعد انتهاء الدوام وانزلها من السياره وانشغل بالرد على مكالمه هاتفيه فلم يتاكد دخولها الى المنزل ولم يكن يتوقع ابدا انها كانت تقف خلف السياره فرجع الى الوراء فداستها العجلات فماتت في الحال.
لكم ان تتصوروا ماهو شعوره وهو يتسبب في موتها حملها وصار يركض كالمجنون في الشارع وهو يصرخ ويبكي تجمع عليه الناس يريدون مساعدته لكنه كان يرفض حتى جاءت الشرطه فأخذوه الى المستشفى وهو يرفض ان يسلمهم جثتها كان مشهده يمزق القلب وكنت منهاره تماما لكن عندما رايته على هذه الحال تماسكت وسحبت الطفله من بين يديه احتضنتها وقبلتها واودعتها بين يدي خالقها لتكون شفيعتي يوم القيامه.
اجريت لزوجي بعض التحقيقات في مكز الشرطه لاثبات عدمالتعمد في القتل وعندما عاد الى المنزل بقي اياما في حاله غريبه لاياكل ولاينام وتنتابه موجات من البكاء والعويل يتخيلها تناديه فيركض الى غرفتها ويغلق الباب عليه لفترات طويله.
حاولت مساعدته لتخطي هذه الأزمه ولكنه كان يرفض الاستجابه فطلبت مساعدة اخوته فاخذوه الى الطبيب النفسي فأعطاه ادويه مهدئه جعلته في حالة خمول ونوم طويل بعد اشهر من الحادث استيقظ فزعا من نومه ثم اسرع فتوضأ وصلى ثم قرأ القرآن لفترة طويله ثم عاد لنومه في اليوم التالي استيقظ مبكرا وقد عادت الابتسامه الى وجهه وطلب ان نتناول الفطور سويا.
استغربت لهذه التغيرات وسألتهعن حاله فقال:شاهدت طفلتنا في النوم زقد كانت متعبه جدا قبلتني وطلبت مني ان اكف عن تعذيبها فاستغربت لقولها فأوضحت لي ان ماأفعله بنفسي يؤذيها والأفضل لي ولها ان ارضى بقضاء الله وقدره وان اصبر لان لقائنا سيكون في الجنه ان شاء الله فهدأت نفسي وقررت ان اعود لرشدي واتقرب الى ربيعسى ان يجمعني بها في الجنه
بعد ذلك اليوم تغير زوجي وعاد لطبيعته التي عرفته بها في اول زواجنا انسانا ودودا طيبا
حسن المعشر.
تحيااااااااااتي
